سرمدية الله وثباته – الأخ يوسف رياض - غنيمة وافرة

سرمدية الله وثباته – الأخ يوسف رياض

سرمدية الله وثباته – الأخ يوسف رياض

في هذه العظة الرائعة، يحدثنا الأخ يوسف رياض عن موضوع لاهوتي عميق يمس جوهر الإيمان المسيحي: سرمدية الله وثباته. يتناول بأسلوب كتابي، تأملي، ومنهجي كيف أن الله لا بداية له ولا نهاية، ولا يتغير رغم تقلبات العالم والإنسان. العظة ممتلئة بالآيات الكتابية والشواهد التي تثبت هذه الصفات، وتدعو المستمع إلى حياة معرفة أعمق بالله. إليكم المقال الكامل المفصّل:

لا يفتخرن المفتخر إلا بهذا

  • الآيات الافتتاحية من إرميا 9: لا يفتخر الحكيم بحكمته، ولا الجبار بجبروته، ولا الغني بغناه.
  • الافتخار الحقيقي هو في معرفة الله.

الله يدعونا ليفتخر الإنسان بأنه يعرفه ويفهمه – وهذا ما يُظهر عمق العلاقة مع الرب، لا مجرد المعرفة النظرية أو الدينية.

معرفة الله vs. معرفة عن الله

الفرق بين من يعرف عن الله معرفة فكرية، ومن يعرف الله شخصيًا وقلبيًا. كما قال الأخ يوسف:

  • "ما لا أشك فيه أنه قد يكون بيننا من يعرف عن الله، لكنه لم يعرف الله بعد".
  • معرفة الله ليست مجرد جمع معلومات صحيحة، بل شركة حقيقية حية.

سرمدية الله في الكتاب المقدس

  • إشعياء 43:10 – "أنتم شهودي يقول الرب... لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو".
  • مزمور 90:2 – "منذ الأزل إلى الأبد أنت الله".
  • مزمور 93:2 – "كرسيك مثبّت منذ القدم".
  • رؤيا 1:8 – "الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي".

اللغة العربية تساعدنا في التفريق بين الأزلي، الأبدي، والسرمدي، بعكس الإنجليزية التي تضعهم جميعًا تحت كلمة "eternal".

شرح السرمدية

  • أزلي: لا بداية له.
  • أبدي: لا نهاية له.
  • سرمدي: لا بداية ولا نهاية له.

الله كان قبل كل الدهور، وسيبقى بعد كل الأزمنة – وهو الكائن بذاته، لا يخضع للزمن.

ثبات الله مقابل هشاشة الإنسان

مزمور 90 يقارن بين سرمدية الله وقصر عمر الإنسان:

  • عمر الإنسان: 70 أو 80 سنة، وسريعًا ما يمضي.
  • الإنسان مثل العشب: يظهر فيزول.
  • قيمة الإنسان لا تأتي من ذاته، بل من الله الأزلي.

الخلق له بداية، لكن الله لا

  • "في البدء خلق الله السماوات والأرض" – تكوين 1:1
  • لكن الله نفسه ليس له بدء.
  • الجبال، الأرض، السماوات كلها لها بداية ونهاية – لكن الله لا يتغير.

ثبات كلمة الله

كلمة الله، مثل الله ذاته، لا تزول:

  • "كلمتك مثبتة إلى الأبد في السماوات" – مزمور 119
  • "كلمة إلهنا تثبت إلى الأبد" – إشعياء 40
  • "السماء والأرض تزولان، لكن كلامي لا يزول" – يسوع

ثبات رحمة الله ومحبته ومقاصده

  • محبة أبدية: "محبة أبدية أحببتك" – إرميا 31
  • رحمته إلى الأبد: "إلى الأبد رحمتك" – المزامير
  • مشورة الرب تثبت إلى الأبد – مزمور 33

يسوع المسيح هو الله السرمدي

يوحنا 1:1 – "في البدء كان الكلمة"

يوحنا 8:58 – "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" – نفس تعبير "أهيه الذي أهيه" في خروج 3:14

يسوع المسيح هو الكائن الأزلي، دخل الزمن، صار له قصة، لكنه لم يفقد طبيعته السرمدية.

الرد على موضوع "ندم الله"

تمت مناقشة آيات مثل:

  • تكوين 6 – "حزن الرب"
  • صموئيل الأول 15 – "ندم الرب" على شاول
  • يونان 3 – "ندم الله عن الشر الذي قال إنه يصنعه"

الشرح: الله لا يغير مقاصده، لكنه يغير طريقة تعامله مع الإنسان حسب موقف الإنسان.

ثبات الله هو تعزية ومسؤولية

  • ملاخي 3:6 – "لأني أنا الرب لا أتغير"
  • هذا الثبات يمنحنا سلامًا في عالم متغير.
  • لكن يدعونا أيضًا للثبات على مبادئه وعدم التلاعب بها.

المقارنة بين خالق الأنوار (الله) والأنوار (الشمس والقمر)

  • القمر يتغير – له ظل وتغيرات مستمرة.
  • الشمس أفضل – لكنها أيضًا لها ظل دوران.
  • أما الله – فلا تغيير فيه، ولا ظل دوران.

عندما يبحث الإنسان عن الصخر

الإنسان في آخر أيامه يبحث عن ثبات… عن صخر:

  • "هو الصخرة" – الرب يسوع
  • "ليس صخرة مثل إلهنا"
  • "مسيحي صخري لا يزول وغيره الكل رمال"

ثبات يسوع المسيح

  • عبرانيين 1 و13: يسوع هو هو، لا يتغير
  • يعقوب: كل عطية صالحة من فوق من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران

النتيجة: الله السرمدي هو أماننا

  • في زمن التغيير، نحن نثق بإله لا يتغير
  • في الضيق، هو الملجأ، لأن أذرعه أبدية
  • إله الآباء هو إلهنا الآن، ولم يتغير ولن يتغير

سرمدية الله في علاقته بالأبدية والمصير

  • الله حي إلى أبد الآبدين – رؤيا
  • المؤمنون سيملكون معه إلى أبد الآبدين
  • الأشرار يُدانون إلى أبد الآبدين – عدالة الله ثابتة

خاتمة العظة

نعبد إلها لا يتغير، لا يزول، لا يتقلب، لا يخون وعوده. هو الأزل الأبدي، هو الصخرة، هو الراعي الأمين، هو الذي نثق به رغم عواصف الحياة.

فلنعبده بثقة، ولنخضع له بثبات.

——————————

سرمدية الله، ثبات الله، يوسف رياض، عظة مسيحية، تأمل كتابي، يسوع المسيح، الله لا يتغير، تعليم مسيحي، عظات روحية، كلمة الله، الأبدية، معرفة الله، خلاص المسيح، تفسير الكتاب المقدس، الإنجيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقدر تكتب هنا لو واجهتك مشكلة أو حابب تشجعنا

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.